الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمخطوبة أجنبية عن خاطبها حتى يعقد له عليها العقد الشرعي، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 347353، والعقد الشرعي له شروطه التي يجب أن تتوفر فيه، ومن أهم هذه الشروط الولي والشهود؛ كما هو مبين في الفتوى رقم: 1766.
وعليه؛ فإن كان ما تم هو مجرد خطبة، وليس عقدا شرعيا، فأنتما لا تزالان أجنبيين، ولا عبرة بإحساسكما بأنكما زوجان، ولا عبرة أيضا بسؤال الناس لك: كيف حال زوجك؟ أو سؤالهم له: كيف حال زوجتك؟ فهذا كله لا يغير من الحقيقة شيئا.
ونخشى أن يكون هذا من حيل الشيطان وخدعه، أو من الحيل النفسية التي قد يحاول بها المسلم تبرير أفعاله، والله تعالى قال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، وقال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات41:40}.
فالواجب عليكما التوبة مما سبق من معاص، والحذر من العودة لمثلها في المستقبل. والله عز وجل رحمته واسعة، ومغفرته لا يعظم معها ذنب، فتوبي إليه وأحسني الظن به، فهو عند ظن عبده به. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.
والله أعلم.