الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فكل واحد مما ذكرته يصلح أن يكون سببا في منع العبد من شيء من الرزق، فقد يُمنعُ بسبب ذنوبه؛ كما في الحديث: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ. رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما.
وقد يُمنعُ رحمةً به وحماية له من أضرار الدنيا ففي الحديث: إنَّ الله لَيَحْمي عبدَهُ المؤْمِنَ الدنيا وهو يُحِبُّه، كما تَحْمونَ مريضَكُم الطعامَ والشرابَ. رواه الحاكم وغيره.
وقد يقصر العبد في شيء من الأسباب فيفوته الرزق. وفي كل الأحوال لا يمكن الجزم بأنك مُنِعْتَ الرزق بسبب هذا أو ذاك، فالأمر غيبٌ، ولست مطالبا شرعا بأن تعلم السبب بعينه بقدر ما أنت مطالب بالصبر والتوبة من الذنوب، وبذل الأسباب مع حسن الظن بالله، والتوكل عليه. فلا ينبغي أن تصرف همتك عن هذه الأمور المطالب بها شرعا، وتبدد طاقتك العقلية في البحث لمجرد معرفة السبب.
والله تعالى أعلم.