الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من علاقة الحب بينكما، وأنكما تلتقيان بصفة متكررة، هو مكمن الخطر، وإن لم يتدارك كل منكما نفسه، قد يجر الأمر إلى ما هو أعظم.
فقد حرم الإسلام أن يكون المسلم على علاقة من ذاك القبيل مع امرأة أجنبية عنه، وكان ذلك من أخلاق الجاهلية التي جاء الإسلام بالمنع منها، وإبطالها، قال تعالى: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ{النساء:25}، وقال أيضًا: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5}، وكل هذا سدًّا للذريعة إلى الفتن والفواحش، وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 30003، ورقم: 5705.
فلا يحل لك الاختلاء بها، ولا لمسها، فضلًا عن معانقتها، أو تقبيلها، بل الواجب عليكما أن تتوبا إلى الله عز وجل، وأن يجتنب كل منكما الآخر حتى يتم العقد الشرعي، وتصبح زوجة لك، فالخطبة بمجردها- إن تمت- لا تحلها لك، وراجع الفتوى رقم: 347353. والتوبة قد تكون من أكبر أسباب التوفيق؛ لأن فيها رضا الله تبارك وتعالى، وهو سبحانه يحب التوابين، فبادرا إليها.
وينبغي المبادرة للزواج، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح.
والله أعلم.