الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تمسك زوجتيك، ولا تطلق واحدة منهما، وأن تعاشرهما بالمعروف، وتعدل بينهما، وأن تحسن إلى زوجتك الأولى، وتصبر عليها، وتتجاوز عن هفواتها، وتحرص على ما يجلب مودتها، وتجتنب ما يثير غيرتها.
ونصيحتنا لها أن تصبر، وتعلم أنّه لا يجوز لها أن تسألك تطليق زوجتك الأخرى؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، فإنما لها ما قدر لها. صحيح البخاري.
ولتحذر أن تحملها الغيرة على هدم بيتها، فإن الطلاق ليس بالأمر الهين، وإنما هو هدم للأسرة، وحرمان للأولاد من النشأة السوية بين الأبوين، وفيه من الأضرار النفسية، والاجتماعية للمرأة والأولاد ما لا يقاس بأضرار عيشها مع زوجها المتزوج بغيرها.
وننبهها إلى أنّ مجرد زواجك بأخرى، ليس فيه ظلم لها، أو إساءة إليها، أو قدح في محبتك لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوج على نسائه، وهو صلى الله عليه وسلم أعظم الناس وفاء وإحسانًا لأزواجه، قال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
وقد تزوج على عائشة رضي الله عنها، وهي أحب الناس إليه، ولم يكن ذلك قدحًا في محبته لها، ومكانتها عنده، فقد روى عَمْرُو بْنُ العَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» ... متفق عليه.
والله أعلم.