الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قولك في نهيه عن السب والشتم واللعن: "حاول أن تنقص منه" لا يستفاد منه استحلال منك لما حرمه الله؛ لأن استحلال ما حرمه الله، يكون بألفظ واضحة غير محتملة، بينما قولك: "حاول أن تنقص منه" محتمل لوجود جهل لديك، وضعف في استيعاب الرد، ومحتمل قصد التدرج في دعوة الشخص للتوبة بالتلطف، ومحتمل تخوفك من ردة فعله وزيادة طغيانه، مما جعلك تختار جملة خفيفة على سمعه، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}. فإجابتك بعبارة: (حاول أن تنقص منه) وإن كانت إجابة غير صحيحة، ولكنها بعيدة كل البعد من استحلال ما حرم الله، وتبقى العبارة التي أجبته بها حسب مقصدك في تلطيف العبارة، ولا شك أن الواجب عليك نصحه بترك كل سب وشتم يقوله، وبإمكانك أن تكرر عليه النصائح والتوجيهات، وفي الدلالة على الهدى والتحذير من الردى، أجر عظيم.
وانظر الفتوى رقم: 20346، وما أحيل إليه فيها.
والله أعلم.