الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يهدينا وإياك صراطه المستقيم، وأن يزيدنا هدى، وتقى، وصلاحًا، ونسأله أن ييسر لك زوجة صالحة، تعينك في أمر دينك، وترزق منها ذرية طيبة، تكون قرة عين لك ولها.
والواجب عليك المبادرة إلى التوبة من جملة الأمور المنكرة التي ارتكبتها، كالتجاوزات التي ذكرت من العادة السرية، والخروج مع فتاة أجنبية عنك، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.
ومعيار اختيار الأزواج هو الدين والخلق، كما في الحديث الذي رواه الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه، ودينه، فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض. قال العلماء: لأن الخلق مدار حسن المعاش، والدين مدار أداء الحقوق.
وأما كون المسلم ليس له إلمام كبير بالعلم الشرعي، أو أنه لا يختم القرآن كثيرًا، فلا يمنع من قبوله زوجًا.
ويكفي في دين الفتاة أن تكون محافظة على الفرائض، وخاصة الصلاة، ومجتنبة للكبائر والموبقات، فإن كانت هذه الفتاة تخرج الصلاة عن وقتها لغير عذر، أو مفرطة في الحجاب الشرعي، فلا تقبل بها زوجة. نعم، إن تابت إلى الله وأنابت، واستقامت، فتزوجها، وإلا فابحث عن غيرها، ولا تحجر على نفسك واسعًا، فالنساء كثير. وانظر لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 8757.
وننبه إلى أن من ابتلي بشيء من المعاصي، فعليه مع التوبة أن يستر على نفسه؛ لئلا يشمله الوعيد الوارد في السنة النبوية، والمتعلق بالمجاهر بالمعصية، وتجده في الفتوى رقم: 60751.
والله أعلم.