الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن ترك الصلاة عمدا ذنب عظيم، وجرم جسيم، ثم إن التوبة من ترك الصلاة لا تكون إلا بفعلها، فتوبتك المذكورة حين لم تكن تصلي غير معتبرة؛ لأن من شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، وراجع لمزيد الفائدة حول خطر ترك الصلاة فتوانا رقم: 130853.
وأما صلواتك التي صليتها فإنها صحيحة إن شاء الله، لأن الصحيح المفتى به عندنا هو عدم اشتراط الترتيب بين الفوائت وبين المؤداة، ولا بين الفوائت بعضها مع بعض، وإن كان ذلك مستحبا، وانظر الفتوى رقم: 127637، وإذا علمت هذا فعليك أن تقضي ما تركته من صلوات، والأحوط أن تقضيها مرتبة، ولا تقض شيئا غير الصلوات المتروكة مع لزوم التوبة إلى الله تعالى، وعدم معاودة هذا الفعل.
وعليك أن تترك الوساوس، وألا تسترسل معها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.