الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يذهب عنكم الهمّ، ويفرج الكرب، ولا شك في أن ما أنتم فيه نوع من البلاء، فأول ما نرشدكم إليه الصبر، فهو مفتاح لكل خير، وعاقبته حسنة- بإذن الله-، وانظر في أدلة فضله الفتوى رقم: 18103.
ثانيًا: الحرص على الدعاء والالتجاء لرب الأرض والسماء، فما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، وهو من يجيب دعوة المضطر ويكشف الضر، كما قال عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وهنالك أدعية تناسب المقام الذي أنتم فيه، بيناها في الفتوى رقم: 70670.
ثالثًا: الاستمرار في تحصين النفس بتلاوة القرآن، والمحافظة على الذكر، وخاصة أذكار الصباح والمساء، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالفرائض، واجتناب الذنوب والمعاصي، فإنها - أي: المعاصي - قد تكون من أسباب تسليط الشياطين على الإنسان.
رابعًا: الحرص على قراءة سورة البقرة في البيت، والاستمرار في ذلك، والصبر عليه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
خامسًا: إن تيسر بعد ذلك كله التخلص منهم، فالحمد لله، وإلا فابحثوا عن سبيل للانتقال لبيت آخر، فأنتم في سعة عن أن تعذبوا أنفسكم بالسكنى فيها، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 73448.
والله أعلم.