الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن ييسر أمرك، وأن يفرج كربتك.
وأما ما سألت عنه، فجوابه أنه لا يجوز لصاحبك أن يظلمك، أو يماطل في أداء حقك إليك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره، قبل أن يجف عرقه. رواه ابن ماجه.
وأما الكود الذي أعطاك إياه أمانة، فليس لك أخذه لنفسك، لكن يمكنك استخلاص حقك بواسطته، إذا كان الرجل يهتم به كثيرا؛ كأن تهدده بأنك لن ترده إليه إلا إذا أعطاك حقك، أو نحو ذلك مما تستخرج به حقك منه دون أن تظلمه؛ لقوله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. [الشورى:40/ 42]، وقال تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل:126/ 16].
والله أعلم.