الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على الخير، ورغبتك في إصلاح نفسك، وتهذيب خلقك.
واعلمي أنّه لا إثم عليك -إن شاء الله- فيما ذكرت من شأن صديقتك، لكن الأولى والأفضل أن تنصحيها بما فيه النفع الأكبر، وأن تحبي لها ما تحبينه لنفسك، فهذا هو شأن المؤمن الحق كامل الإيمان؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ، مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.
وجاء في حاشية الصاوي على الشرح الصغير: وينبغي للعبد أي: يستحب؛ لما يأتي أنه من كمال الإيمان، أن يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه من الطاعة، والأشياء المباحة. اهـ.
وطريق الوصول إلى هذه المرتبة، يكون بمجاهدة النفس والاستعانة بالله تعالى، فإنّ الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.
ولا ريب في كون الصوم من أجل العبادات وأعظمها أجراً، وأعونها على تهذيب الأخلاق وإصلاح النفوس، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 118278.
والله أعلم.