الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على استقامتك على طاعة ربك، ونسأله أن يزيدك هدى وتقى، وعفافا وغنى، وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك في أمر دينك ودنياك، ونوصيك بالحرص على الدعاء، فهو من خير ما يحقق به المسلم مبتغاه، والله عز وجل سميع مجيب لمن دعاه وتعلق به قلبه ورجاه، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
وإذا كانت هذه الفتاة مرضية في دينها، فلا ينبغي لأبيك الامتناع عن الموافقة على زواجك منها، وكونها من جنسية غير عربية لا يسوغ له ذلك.
فاجتهد في محاولة إقناعه، واشفع له بالوسطاء الفضلاء ممن ترجو أن يقبل قولهم، فإن وافق فذاك، وإلا فالأصل وجوب تقديم طاعته على زواجك من هذه الفتاة بعينها، إلا أن تخشى ضررا حقيقيا بتركها، فيجوز لك الزواج منها، وإن غضب أبوك فاجتهد في محاولة إرضائه، وانظر الفتوى رقم: 93194.
ومهما أمكنك البر به، وتركها والبحث عن غيرها، فافعل، فأبوك رغم ما ذكرت عنه من سوء الفعال كتركه الصلاة، إلا أنه قد يكون له بعد نظر في هذا الجانب، والغالب في الأب الشفقة على الابن، والحرص على مصلحته.
واعلم أن من أعظم برك به وإحسانك إليه، أن تسعى في سبيل إصلاحه وهدايته إلى الصراط المستقيم، وإدخاله في سلك المصلين بالدعاء له، والحرص على مناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة، أو أن تسلط عليه من ينصحه.
والله أعلم.