الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه المناظرات لا تشتمل على محرم، وكنت مستحقة للمشاركة فيها، وتحتاجين إلى واسطة للقبول، من غير أن يكون لهذه الوساطة أثر في حرمان غيرك من حقّه، فلا حرج عليك حينئذ في التماس من يتوسط لك في هذا الأمر، فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم الواسطة، وهل هي حرام؟ مثلًا إذا أردت أن أوظف، أو أدخل في مدرسة، أو نحو ذلك واستخدمت الواسطة، فما حكمها؟
فجاء في جواب اللجنة: المدارس، والمعاهد، والجامعات، مرافق عامة للأمة، يتعلمون فيها ما ينفعهم في دينهم، ودنياهم، ولا فضل لأحد من الأمة فيها على أحد منها إلا بمبررات أخرى غير الشفاعة، فإذا علم الشافع أنه يترتب على الشفاعة حرمان من هو أولى من جهة الأهلية، أو السن، أو الأسبقية في التقديم، أو نحو ذلك، كانت الواسطة ممنوعة؛ لما يترتب عليها من الظلم لمن حرم، أو اضطر إلى مدرسة أبعد، فناله تعب ليستريح غيره، ولما ينشأ عن ذلك من الضغائن، وفساد المجتمع. اهـ.
والله أعلم.