الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا ما يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيه، وأن ذلك يتعلق بالنكاح وتوابعه؛ أي: الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية، دون غيرها، على الراجح من أقوال العلماء، فراجع الفتوى رقم: 50343.
وبناء عليه؛ إن كان سهر زوجتك يترتب عليه إخلالها بما يجب عليها تجاهك كزوج، أو التقصير في شؤون بيتها، فلك الحق في منعها مما يسبب لها السهر، ويجب عليها طاعتك فيه.
وإن لم يترتب عليه شيء من ذلك؛ فليس من حقك منعها، ولا تجب عليها طاعتك.
وينبغي لها على كل حال أن لا تسهر على الوجه الذي ذكرته، خاصة وأن للشرع آدابًا في السمر، سبق لنا بيانها في الفتوى رقم: 98803.
والأولى بك أن تراعي الرفق، واللطف، وطيب الكلام عند الحوار معها في هذا الموضوع، فذلك أدعى لأن تكون ثماره طيبة، روى مسلم عن عائشة زوج النبي -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
والله أعلم.