الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للشركة أن تخصم ثمن المحاضرات من رواتب الموظفين الذين قبلت استقالتهم من العمل، ما لم تكن قد شرطت عليهم ذلك، وإنما يكون لها الحق في رفض الاستقالة إذا كانت مدة العقد بينها وبين الموظف لا تزال سارية فحسب.
وأما الدورة التي تبرعت بها لموظفيها لتطوير قدراتهم، فليس لها أخذ قيمتها من رواتبهم؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:1} وقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود, وصححه السيوطي, وقوله أيضا: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه. أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح. وقوله أيضا: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. رواه ابن ماجه. وفي صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً، فاستوفى منه، ولم يعطه أجره.
والله أعلم.