الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرته عن أمك وما فعلته مع زميلها في العمل، فقد أقدمت أمك بذلك على أمر منكر، فالمرأة يحرم عليها أن تدخل أحدا بيت زوجها بغير إذنه، ولو كان من محارمها، فكيف بالأجنبي؟! بل وكيف إذا كان ذلك بقصد إتيان المنكر معه؟! ولا يكفي ما كان من أمر تطليقها كفارة عن هذا الذنب، بل يجب عليها أن تتوب إلى الله عز وجل، وتستسمح أباك فيما فعلت؛ إلا أن تخشى مفسدة أعظم، فتكثر حينئذ من الدعاء له، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 109676، 29785، 18180.
وبخصوص ما فعلت أنت، فالأصل أن من اطلع على ارتكاب شخص للمعصية أن يستره، فلا يُخبر أحدا بما اطلع عليه، إلا في بعض الحالات التي سبق بيانها في الفتويين التاليتين: 312724 ، 134384. هذا مع القيام ببذل النصح له في حدود الآداب الشرعية. وبهذا تعلم أنك أخطأت وأسأت حين أخبرت خالتك بالأمر، وقمت بفضح أمك، وكذا الحال فيما قمت به من ضربك أمك، فهذا كله من العقوق البين، فالواجب عليك التوبة، وأن تطلب من أمك المسامحة.
والظاهر - والله أعلم - أنك لا إثم عليك فيما كان من الطلاق، ولا حرج عليك أيضا فيما يتعلق بضعف مشاعرك تجاه أمك؛ لأن هذه المشاعر من أعمال القلوب، وهذه الأعمال لا دخل للمرء فيها، ولا تكليف بها، ولكن الواجب عليك الحذر من أن يدفعك ذلك إلى شيء من العقوق. وانظر الفتوى رقم: 293539.
بقي أن نبين لك أن أباك إذا كان لا يزال على سوء الحال الذي ذكرت عنه من التساهل في أمر الخمور والاختلاط ونحو ذلك، فمن أعظم برك به أن تسعى في إصلاحه بالدعاء والمناصحة بالحسنى، وتسليط بعض الفضلاء عليه إن اقتضى الأمر ذلك عسى أن تكون سببا في صلاحه.
والله أعلم.