الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكسل داء عضال، كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ منه، ومما يعين على علاجه والتخلص منه العلم بأنه آفة عظيمة مقعدة عن صالحات الأعمال، والاجتهاد في الدعاء بأن يذهبه الله عنك، والتعوذ من العجز والكسل، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منهما، والإكثار من قراءة سير السلف الطيب، ومعرفة مدى اجتهادهم في العبادة، وحرصهم على الطاعة، فإن ذلك مما يشجع النفس، ويستحث الهمم على التشبه بهم وقَفْوِ آثارهم، ويمكنك مراجعة كتاب علو الهمة للشيخ محمد إسماعيل المقدم ففيه نفع في هذا الباب.
وكذلك يعينك على دفع الكسل، والنشاط في العبادة، والاجتهاد فيها أن تعلمي أن الذي شرع العبادة في رمضان هو الذي شرعها سائر العام، فكوني ربانية لا رمضانية، فإن رمضان مفتاح وبوابة لما بعده، فهو بداية وليس هو النهاية لمن صدق مع الله تعالى، ويعينك على الاجتهاد كذلك صحبة من عُرِفوا بالصلاح والنشاط وعلو الهمة في طاعة الله تعالى، فإن الطباع سراقة، واجتهدي في طلب العلم، وتَعَرُّف فضائل العبادات، وما أعد الله لأصحابها من المثوبة، فإن ذلك من أعظم ما يهيج على تحصيل تلك الفضائل، ونيل تلك الكمالات. والله يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.