الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته عن زوجك، لا يبيح لك طلب الطلاق.
وعلامة الخيرة بعد الاستخارة هي ما يكون من تمام الأمر أو عدمه.
وأما انشراح الصدر، أو انقباضه، فلا عبرة به، ولا يعتمد عليه، وإنما يستأنس به فحسب.
لكن تقصيرك في حق والديك، وإغضابك لهما، ودعاؤك على أمّك منكر عظيم، وهو سبب لعدم التوفيق الدنيوي، والأخروي، ففي الحديث: بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي، والعقوق. رواه الحاكم، وصححه الألباني. قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. [الإسراء: 23].
وبر الوالدين سبب تفريج الكربات، وتنزل البركات، وإجابة الدعوات، به يشرح الصدر، وتطيب الحياة، وهو طريق الجنة، والسعادة، ففي الحديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت، فأضع ذلك الباب، أو أحفظه. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فالموفق من وفق إليه، والمحروم من حرمه -نسأل الله السلامة، والعافية-.
فاحذري كل الحذر مما يغضبهما، واسلكي كل السبل لإرضائهما، وإسعادهما، وتستعدين -بإذن الله- في حياتك، وفي آخرتك بسبب ذلك.
كما أن دعاء الوالدين على الولد، قد يستجاب؛ ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الإنسان على نفسه، أو ولده، أو ماله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يسأل فيها عطاءٌ، فيستجيب لكم. أخرجه مسلم.
فالحذر مما يؤدي إلى غضبهما، فيدعوان عليك بسوء، فتشقين في حياتك أبدًا.
وكون الأم قد ترضى بعد غضبها، فهذا لا يمنع استجابة دعائها، وهكذا الأب؛ فليكن همّك إرضاؤهما، وتجنب ما يسخطهما، ولو أساءا، فليس لك مقابلة إساءتهما بمثلها.
والله أعلم.