الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور نحب أن ننبهك إليها، وبمجموعها يتيسر لك بإذن الله اتخاذ القرار المناسب.
أولا: لا يشترط للاستخارة أن تري شيئا، ولا رؤيا معينة، بل إنك تستخيرين ثم تمضين في الأمر، فإن تيسر فهذه علامة كونه خيرا إن شاء الله.
ثانيا: الخاطب أجنبي عن المخطوبة، فليس له أن يتوسع في الحديث معها، ولا يكلمها إلا بقدر الحاجة.
ثالثا: الحب الحقيقي إنما ينشأ عن المعاشرة والمخالطة التامة، وأما ما قبل ذلك فإنما يضع الشخص صفات معينة يغلب على ظنه أن العشرة ستكون معها أفضل، وأن الحب سينشأ من خلالها، والصفات التي أمر الشرع بالتشوف إليها هي الدين والخلق، فإن كان هذا الشخص ذا دين وخلق، فإن معاشرتك له ومخالطتك إياه بعد الزواج ستجلب المحبة بغير شك.
رابعا: الذي ظهر لنا من كلامك أن هناك تحسنا لديك في استيعاب الأمر، وأن هذا بداية لتقبل هذا الشخص كزوج، ومن ثم فهدئي من نفسك، وأخرجي الأفكار السلبية من رأسك، وتعاملي مع الموضوع بصورة طبيعية بغير تشنج ولا دخول بأفكار مسبقة، وأعطي نفسك فرصة أكبر للتفكير، واتخاذ القرار الصحيح، مستعينة بمشورة ذوي الرأي من قرابتك.
خامسا: القرار قرارك أنت، فليس لأحد أن يفرض عليك شيئا، ولا تأثمين برفض هذا الشخص أو بفسخ الخطبة، ثم الرزق بيد الله، فإن بدا لك أن المصلحة في فسخ الخطبة، فهذا لا يضرك إن شاء الله، وما كتبه الله لك فستدركينه ولا بد، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب، ونمعن في التفكير، ونكرر الاستخارة والاستشارة للوصول إلى القرار الصائب.
سادسا: اجتهدي في الدعاء بأن ييسر الله لك الخير، ويهديك لأرشد أمرك، فإن في الدعاء خيرا كثيرا، ولا يستأهل الأمر كل هذا الاضطراب، فبالاستعانة بالله واللجوء إليه تتيسر الأمور، وتنحل العقد بإذن الله.
والله أعلم.