الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإنسان لا يعتبر مكلفا حتى يبلغ، ولا يحاسب على ما فعله في طفولته؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه الترمذي.
ومع ذلك فلا تضيع حقوق الناس، فما استدانه الطفل، أو أتلفه وهو صغير، فيتعلق بذمته بعد بلوغه، وعليه أن يرد هذه الحقوق إلى أصحابها.
وعليه؛ فقدري ما يغلب على ظنك أنه مساوٍ للمشتريات التي أخذتها في صغرك، فإن استطعت أن ترجعي هذا المال لأصحابه، فيجب عليك بذله لهم إلا أن يعفوا عنك.
وأما إن تعذر عليك ذلك، ولم تستطيعي معرفة أصحاب هذا الحق، ولا إيصاله إليهم؛ فقد قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا{البقرة:286}. فتصدقي بمقدار هذا المال في أبواب الخير، ناوية ذلك عن أصحاب هذا الحق.
وننبه السائلة -وفقها الله- أن الشيطان قد يهول للمسلم بعض المفاهيم الشرعية كالتحذير من التساهل في الديون؛ ليوصله إلى الحزن والكآبة، واليأس، وليصده عن الأعمال الصالحة، وعن ما ينفعه في دنياه وآخرته.
ولمزيد فائدة، تنظر الفتاوى التالية أرقامها: 39245، 267553، 26195.
والله أعلم.