الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي لك أن تواصل نصح والديك ودعوتهما بالمعروف، وتصبر على ما تتعرض له من أذى، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة، فقد كان يتعرض للأذى من طرف المشركين، فأمره تعالى بالصبر على دعوتهم، حيث قال تعالى: وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً [المزمل:10].
وقد ذكر الله تعالى ضمن وصايا لقمان لابنه أنه قال : وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17].
وفي الحديث المتفق عليه عن
عبد الله بن مسعود قال:
كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وقد قص الله تعالى صبر نوح عليه الصلاة والسلام على دعوة قومه مع شدة إعراضهم واستكبارهم، حيث قال تعالى: قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ [نوح: 5-7]. إلى آخر الآيات.
ومع كل هذا الإعراض عن الحق، صبر على دعوتهم ألف سنة إلا خمسين عاما، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه.
فعليك يا أخي بالصبر على نصح والديك ومعاملتهما بحكمة ورحمة ورفق، فإن الله تعالى سيعينك، واصبر على ما تلقاه من أذى في سبيل ذلك، فلن يضيع سعيك إن شاء الله، نسأل الله تعالى أن يعينك على الحق، وأن يجعل استقامتهما على يديك، فتكون في ميزان حسناتك.
وراجع الجوابين التاليين:
34963،
9726.
والله أعلم.