الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت -والحال ما ذكر- ممن قال الله فيهم: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {التوبة:102}.
فالواجب عليك أن تترك هذه المعاصي، وأن تجاهد نفسك على الكفّ عنها، وأن تبتعد عن الأسباب الحاملة عليها، والداعية إليها.
واحذر على نفسك، وخف عليها؛ فإن استرسالك مع تلك المعاصي، قد يسلبك ما أنت مقيم عليه من الطاعات، وقد يؤدي إلى الختم على قلبك، وحصول الران -عياذًا بالله-، ومن ثم؛ تسوء خاتمتك.
وننصحك بقراءة كتاب: الداء والدواء لابن القيم؛ ففيه جملة وافية من آثار المعاصي التي يخشى عليك منها، أو من بعضها، وباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها.
والعبد إذا جاهد نفسه صادقًا، أعانه الله، مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، فجاهد نفسك، وستحصل لك المعونة قطعًا -إن شاء الله-.
ولست -إن شاء الله- منافقًا، ولكن يخشى على من استرسل في المعاصي أن يؤول أمره إلى ما لا تحمد عاقبته.
وهذا امتحان من الله عز وجل؛ ليبلو صدقك، وإيمانك، ويقينك، ولا بد لك من أن تنتصر على نفسك الأمارة بالسوء، وإلا هلكت -والعياذ بالله-.
وتزود من الطاعات، وأكثر منها، وحافظ على ما أنت مقيم عليه من طاعة الله تعالى، وأكثر من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات -نسأل الله أن يمنّ عليك بتوبة نصوح-.
والله أعلم.