الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بمقصود أبيك ونيته في رده الخاطب، وذكر هذه الآية له، والغالب أنّ ذكر هذه الآية في مثل هذه المواضع، يكون لتسلية الخاطب والتخفيف عنه حتى لا يحزن على فقد المخطوبة التي أرادها، ولتنبيهه على أن الإنسان قد يحب ويريد ما لا خير له فيه، وقد يكره ما فيه خيره ومصلحته.
وإذا كان هذا الخاطب كفؤا لك، وكنت راغبة فيه، فليس من حق والدك منعك من تزوجه دون مسوّغ، وإلا كان عاضلاً لك، لكن الغالب أن الأب يكون حريصا على مصالح ابنته في النكاح وغيره؛ لما فطره الله عليه من الشفقة عليها، والرغبة في مصلحتها، مع ما له من الخبرة والدراية.
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع أبيك، أو توسطي من يكلمه من الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عنده، فإن رضي بزواجك منه، فهذا خير، وإن أبى وبين لك وجهاً لرفضه، فطاوعيه ولا تخالفيه، ولعل الله يعوضك خيراً منه.
والله أعلم.