الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الفاحشة، فلا ريب في كون الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر. والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب. ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان، فوقوعك في الفاحشة حصل بسبب تهاونك، وعدم مراعاة حدود الله في التعامل مع الأجنبيات.
فإن تبت توبة صحيحة، وتابت المرأة توبة صحيحة، فلا حرج عليك في زواجها، ولا تلتفت حينئذ لما وقع منها في الماضي من الحرام، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأمّا إذا لم تكن المرأة تائبة، أو ظهر لك من أمرها ريبة، فاتركها وابحث عن غيرها؛ لتعف نفسك. وراجع الفتوى رقم: 328705
والله أعلم.