الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن تزوير شهادة الخبرة، يعتبر من الكذب الصراح، سواء كان التزوير في تحديد المستوى، أو في تحديد عدد السنوات. وكذا شهادة الترخيص، التي كتبت فيها مدة العمل أكثر مما هو في الحقيقة، فكل ذلك من الكذب. والواجب عليك التوبة إلى الله تعالى منه.
ودفعك للمال لأجل الدخول في الامتحان، لا إثم عليك فيه إن كنت مستجمعا للشروط المطلوبة للتوظيف، والإثم على من منعك حق التقديم إلا بدفع المال، ولا يجوز لك التقديم لتلك الوظيفة أو غيرها بتلك الأوراق المزورة، ما دامت جهة العمل تشترط الخبرة، فلا يجوز التقديم بشهادة مزورة؛ لما فيه من الكذب، ومخالفة شروط جهة العمل، والمسلمون على شروطهم. فإن استجمعت الشروط التي تطلبها جهة العمل، فتقدم لها، وإلا فاتق الله ولا تكذب { ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ...} سورة الطلاق: 2، 3 ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه البزار، وصححه الألباني، وفي الحديث: إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل، إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط والألباني.
والله تعالى أعلم.