الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات، وما يعرف بعلاقات الحب بينهما، باب شر وفساد، وانظر الفتوى رقم: 1932.
وسؤالك الفتاة عما وقع منها في الماضي من العلاقات المحرمة، سؤال ما كان ينبغي وإخبارها لك بما وقعت فيه من الفعل المحرم غير جائز، وقد كان عليها أن تستر على نفسها ولا تفضحها؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :"... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
قال ابن عبد البر (رحمه الله) : "..فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه، إذا أتى فاحشة. اهـ.
وإذا كانت هذه الفتاة صالحة قد تابت مما وقعت فيه توبة صحيحة، فلا يعيبها ما وقعت فيه في الماضي، فالتوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والعبرة بحال المرأة في الحاضر لا بماضيها، وأمّا بحثك عن الأستاذ المذكور ومعاقبته على فعلته فليس لك ذلك، فاطرد عن نفسك هذه الخواطر وأحسن الظن بالفتاة ما دامت مستقيمة.
أمّا إذا كانت الفتاة غير مستقيمة، فاتركها واستر عليها ولا تفضحها، وابحث عن غيرها من الصالحات.
وإذا كنت تخشى أن تؤثر عليك هذه الحادثة ما لو تزوجت بهذه الفتاة فانصرف عنها، والنساء غيرها كثير كما الرجال غيرك كثير فلا تضيق واسعا .
والله أعلم.