الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل أن يوفقك، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا.
وأما ما سألت عنه، فجوابه: أنما تحتاجه المرأة من مأكل ومشرب، وملبس ومسكن، واجب على الزوج توفيره بقدر كفاية المرأة بالمعروف.
والنفقة معتبرة بحال الزوج التي هو عليها، معسراً كان أو موسراً، فهذا هو الواجب عليه، ولا يلزمه دفع مصروف شهري، أو يومي إذا وفر ما يجب عليه من نفقة وكسوة.
وما زاد على الواجب، لا يجوز للزوجة أخذه من مال زوجها دون إذنه إلا برضاه، فإن شاء أعطاك لتتبرعي لإخوتك، أو غير ذلك من باب الإحسان، وإن أبى، فلا ظلم في ذلك. وليس لك أخذ أجرة منه دون علمه، مقابل عملك في بيتك. ومثل هذا مما يعالجه الزوجان بحكمة وتفاهم، وتناصح، لكن ينبغي للزوجة أن تتحين الأوقات التي تصفو فيها نفس الزوج، ويطيب خاطره للنقاش، وألا تنازعه وتجادله في أوقات الغضب، وأوقات تكدر الخاطر. وللفائدة، انظري الفتوى رقم: 105673
وأما ما تجدينه في نفسك من لذة وفرح لخسارة زوجك، فهذا لا يجوز إظهاره ولا استمراؤه، بل عليك محاولة دفعه.
قال القرطبي في تفسيره: الشماتة: السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا، وهي محرمة منهي عنها. اهـ.
وجاء في السنة ما يؤكد ذلك، ويبين أنه دليل على ضعف الإيمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه.
قال الحافظ في فتح الباري: لا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل، والحقد والغش، وكلها خصال مذمومة. قال الكرماني: ومن الإيمان أيضا أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، ولم يذكره؛ لأن حب الشيء، مستلزم لبغض نقيضه، فترك التنصيص عليه اكتفاء. اهـ.
فاستغفري الله من ذلك، وادفعيه عن نفسك إن خطر بها، وانظري إلى الجوانب الإيجابية في حياتك الزوجية، والخصال الحميدة في زوجك. وما تنقمين عليه من ذلك، حاولي علاجه بحكمة.
والله أعلم.