الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس من اختصاصنا الفصل في النزاع، وتحديد المخطئ والمصيب من أطراف النزاع، فهذا شأن القضاء، ولكن نجيبك ببيان بعض الأحكام والآداب الشرعية المتعلقة بسؤالك، حسب ما فهمناه منه، في النقاط التالية:
- امتناع المرأة من زيارة أهل زوجها، والتودد إليهم، ليس من النشوز، لكن إحسانها إلى أهل زوجها، وإعانته على بر والديه، وصلة رحمه، من كمال حسن العشرة، ومكارم الأخلاق، كما سبق بيانه في الفتويين: 139282، 184719.
- إساءة الزوجة إلى زوجها بالقول، ودعاؤها عليه، ليس من النشوز، ولكن له أن يؤدبها على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 81051.
- ليس للزوج تأديب زوجته بضربها على وجهها، أو رأسها، قال الحجاوي -رحمه الله- في الإقناع: ويجتنب الوجه، والبطن، والمواضع المخوفة، والمستحسنة. اهـ.
- إذا نشزت الزوجة على زوجها، أو أساءت الأدب معه، فليس عليه أن يرفع أمرها لأبيها ليؤدبها، ولكن له تأديبها بنفسه، وفق الضوابط الشرعية.
- ومن وسائل التأديب المباحة في الشرع الضرب غير المبرّح، لكنه يكون بعد استعمال الوعظ، والهجر، وعدم إفادتهما، ومع ذلك؛ فترك الضرب عند الإذن فيه، أفضل، كما بيناه في الفتوى رقم: 22559.
- نصيحتنا لزوجتك أن تطيعك في المعروف، وتعلم أنّ طاعتها لك مقدمة على طاعة والديها.
ونصيحتنا لك أن تحسن صحبة زوجتك، وتصبر عليها، وتتجاوز عما حصل من والديها.
والله أعلم.