الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقصود بمن يرضى دينه وخلقه، أن يكون مسلماً صالحاً، حسن الخلق.
جاء في المفاتيح في شرح المصابيح: فانظروا، فإن كان مسلمًا صالحًا، حسن الخلق، فزوِّجوه. اهـ.
وقال المناوي -رحمه الله-: ترْضونَ خلقه: بِالضَّمِّ، وَفِي رِوَايَة بدله أَمَانَته وَدينه، بِأَن يكون عدلا غير فَاسق. اهـ.
والعدل هو المستقيم، الذي يؤدي الفرائض، ويجتنب الكبائر.
والراجح أنّ الأمر بتزويج صاحب الدين والخلق، للندب وليس للوجوب، فلا إثم على المرأة ولا على أوليائها في رد الخاطب ولو كان صاحب دين وخلق.
قال المناوي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث: فزوّجوه إِيَّاهَا، ندباً مؤكداً. اهـ.
كما أنّ المرأة إذا قبلت الزواج من الفاسق، فزواجها صحيح.
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: نكاح الفاسق للمرأة المسلمة، أو الكتابية المحصنة، صحيح. اهـ.
لكن ينبغي على المرأة الحرص على اختيار الزوج الصالح؛ فإنّ ذلك من أسباب سعادتها. مع التنبيه إلى أنّ الحكم على الخاطب، ينبغي أن ينظر فيه إلى مجموع صفاته وأخلاقه، فربما كان مقصرا في بعض الأمور، لكنه في الجملة صاحب دين وخلق، فالعبرة بمجموع الصفات والأخلاق والسلوك، والكمال عزيز.
ولا مانع من النظر إلى أمور أخرى تطلبها المرأة في الزوج، كالتقارب بينهما في مستوى المعيشة، أو مستوى التعليم، ونحو ذلك مما يكون عونا على التفاهم بين الزوجين، وراجعي الفتوى رقم: 71053، والفتوى رقم: 26055.
ولا حرج على المرأة في تعليق قبول الخاطب على تركه بعض المعاصي، أو فعل بعض الواجبات، بل هو أمر مطلوب، لا سيما إذا غلب على ظنها أنّه سيجيبها إلى ذلك.
أمّا إذا رضيت الخاطب في الجملة، وخشيت أن ينصرف عنها إذا علقت القبول على هذا الأمر، فلا مانع من الانتظار والسعي في استصلاحه مستقبلاً.
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.