الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الأفلام الإباحية، منكر من المنكرات القبيحة، وكفران بنعمتي الصحة والفراغ، وهما من أعظم نعم الله تعالى على عباده؛ روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
ففي إطلاق البصر بالنظر في الحرام، نوع من كفران نعمة العين، وفي ملء الفراغ بالنظر في هذه الأفلام، كفر بنعمة الوقت. والأمر أشد، والإثم آكد بحصول هذا المنكر من رجل متزوج، له زوجته الحلال التي يمكنه أن يستمتع بها، بدلا من الحرام، فهو بهذا قد استبدل الذي هو أدنى، بالذي هو خير.
ومن أهم ما نوصيك به الصبر والذكر؛ فإن هذا يعينك على دفع القلق والتوتر، ويمكنك من التريث والتعقل، والتصرف السليم، واحرصي أيضا على الدعاء له بأن يزين الله عز وجل قلبه بالتقوى، وأن يرزقه الهدى والعفاف، فالله تعالى قادر على أن يصلح حاله في طرفة عين، فهو قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة في قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظري للمزيد الفتوى رقم: 119608.
ومعاملتك إياه بلطف، أدعى لأن تملكي بها قلبه، وتؤثري عليه من خلالها. وبذل النصح له مطلوب، ولكن فليكن من طريق غير مباشر بتشغيل المقاطع الصوتية المشتملة على شيء من المواعظ، ويمكنك أيضا دعوته إلى عقد حلقة تعليم في البيت لتلاوة القرآن، وقراءة شيء من كتب السنة كرياض الصالحين ونحوه، عسى أن يفيد ذلك في التأثير عليه، ورده لصوابه. واستري عليه ما دام ساترا على نفسه، غير مجاهر بمعصيته، وانظري للمزيد، الفتوى رقم: 166697.
والله أعلم.