الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلو أنك اتقيت الله عز وجل من أول وهلة، ووقفت عند حدوده، واجتنبت الوقوع في هذه العلاقة المحرمة مع هذا الشاب، لكنت في عافية.
وإن كان الله قد أوقع حبه في قلبك، فكان الواجب عليك إعفاف نفسك، واجتناب أن يقودك هذا الحب إلى ما لا يرضي الله تعالى من نحو ما ذكرت من تبادل الصور، والمراسلات عبر الإنترنت، ونحو ذلك، وانظري في حكم الحب قبل الزواج، الفتوى رقم: 4220، وراجعي أيضا الفتوى رقم: 30003.
وإن أمكن أن يتقدم للزواج منك، فربما كان ذلك خيرا لك، فقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
أما وإنه قد أعرض عنك، فلا تتبعيه نفسك، ولا تهلكي نفسك حسرة بالتفكير فيه، فما يدريك فلعل الله صرف عنك شرا، وتذكري قول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وما ذكرت من الشعور الذي تحسين به تجاهه، أو رؤيتك هذا الشاب في المنام، فلا يلزم أن يكون مؤشرا لخيرية زواجه منك. والأفضل لك الدعاء على وجه العموم، وأن تفوضي أمرك إلى الله بأن تسأليه سبحانه أن يرزقك زوجا صالحا؛ لأن هذا حقيقة المطلوب وعين المبتغى، ولا يهمك بعد ذلك أن يكون هذا الشاب أو غيره.
وينبغي أن تجتهدي، وتجاهدي نفسك في سبيل نسيانه، وإن صدقت مع الله عز وجل، يسره لك، والعشق قد سبق لنا بيان كيفية علاجه في الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.