الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت ممن كثر عليه الشك حتى استنكحه؛ وذلك بأن تحقق فيك ضابط الشك الكثير الذي قرره بعض الفقهاء، وهو أنه ما يعتري كل يوم، ولو مرة، فهو شك مستنكح, أي: ملازم، فلا يلتفت إليه, وصاحبه يبني على الأكثر.
وما يعتري يومًا ويفارق يومًا أو أكثر، لا يعتبر ملازمًا, وصاحبه يبني على الأقل، ويسجد للسهو، قال الشيخ عليش في فتح العلي المالك: ضابط استنكاح الشك: إتيانه كل يوم ولو مرة.
وقال: فإن أتاه يومًا وفارقه يومًا، فليس استنكاحًا، وحكمه وجوب طرحه، واللهو، والإعراض عنه، والبناء على الأكثر؛ لئلا يعنته، ويسترسل معه. اهـ.
وعليه؛ فإن كنت ممن استنكحه الشك، فلا يلزمك الالتفات إليه, وامض في صلاتك، ولا شيء عليك, وحاولي الخشوع في الصلاة قدر استطاعتك, فإن الأمر يحتاج إلى جهاد للنفس, وإرغام للشيطان, ونسأل الله لك الشفاء من هذا الداء, وانظري الفتويين: 171637، 180261.
وأما إذا أخبرك شخص ثقة بنقص في عدد الركعات؛ فيلزمك حينئذ الإتيان بالركعات الناقصة، ثم تسجد سجدتي السهو؛ وذلك لأن الشك ارتفع بخبر هذا الشخص.
والله أعلم.