الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على البر بوالديك، والحذر من الوقوع فيما فيه عقوق لهما، وكذلك حرصك على العلم الشرعي، فنسأل الله عز وجل أن يحقق لك مبتغاك في ذلك كله، وأن يجعله سبيلا لك إلى رضوانه ودخول الجنة. ونوصيك بالمواصلة في طلب العلم الشرعي على كل حال، فطلبه أصبح ميسرا الآن بتوفر الإنترنت، ووسائل التواصل، فإنك تجد عبرها دروس ومحاضرات كبار العلماء بين يديك. وهذا مما يجعل الجمع بين دراسة العلم الشرعي وهذه الدراسة التي يريدها لك والدك ممكنا.
وقد أحسنت بتركك الدراسة في الجامعة المشتملة على شيء من المحرمات؛ كالاختلاط ونحوه. ووجوب طاعة الوالدين ضبطها العلماء بكونها فيما فيه مصلحة لهما، ولا مضرة على الولد، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 76303.
والذي يظهر - والله أعلم - أن في دراستك هذه غرضا صحيحا لوالدك، ونوع مصلحة، وإدخالا للسرور عليه، فحيث أمكنك إكمال هذه الدراسة من غير ضرر عليك فيها سواء بالدراسة عن بُعد أو غير ذلك، فافعل.
وأما كونك تعمل لتعوض أباك ما خسره، فلا داعي له، فهو قد بيّن لك أن هدفه مستقبلك، فلم ينفق عليك ليسترد منك هذا المال، أو يرجع به عليك، وهو غني، وليس بحاجة للمال.
والله أعلم.