الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الاعتداء في الشتم، وما دمت لا تعرف تلك المرأة، فتكفيك التوبة فيما بينك وبين الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، ولا تلزمك كفارة غير التوبة، وهي مقبولة بإذن الله، قال ابن تيمية -رحمه الله-: ومن ظلم إنسانًا فقذفه، أو اغتابه، أو شتمه ثم تاب قبل الله توبته، لكن إن عرف المظلوم، مكنّه من أخذ حقه. اهـ.
وننصحك أن تجاهد نفسك، وتضبطها؛ حتى تملكها عند الغضب، فإنّ الاندفاع والاسترسال مع الغضب، مفتاح الشر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي، قَالَ: لَا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لَا تَغْضَبْ. رواه البخاري. قال ابن رجب: فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرّز منه جماع الخير. اهـ.
والله أعلم.