الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بنا، وإعجابك بموقعنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا دائمًا عند حسن ظنك، وأن يوفقنا وإياك إلى كل خير، ويتقبل منا ومنك كل عمل صالح.
وقد أحسنت أنت وصديقك بالإقبال على التوبة من هذا الفعل القبيح، والجرم الشنيع، ونرجو أن يكون ذلك عبرة للآخرين، وتنبيهًا لهم على خطر المعاصي عمومًا، وخطر اللواط على وجه الخصوص، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 1869، ورقم: 127638. وفي الفتوى الأخيرة بيان بعض التوجيهات المعينة على علاج هذا المرض، نرجو أن ينتفع بها من ابتلي به.
ونوصيك بالمبادرة بالزواج، فهو من أنجع سبل العلاج، ولا ندري وجه الظلم لو أنك تزوجت من فتاة، فليس في مجرد زواجك منها ظلم لها، فلا تلتفت إلى أي وساوس يمكن أن تعوق بينك وبين تحقيق مصالحك.
ولو أنك بعد التوبة وقعت في الذنب مرة أخرى، فأقبل على التوبة، ولا تيأس أبدًا، فهذا اليأس من تسويل الشيطان، كما سلف وأن بينا في الفتوى رقم: 57184.
ولا يجوز لك الإقدام على الانتحار بأي حال، فالانتحار داء، وليس بدواء، وراجع بخصوصه الفتوى رقم: 10397.
ولم يتبين لنا ماذا تشير إليه في قولك: (هل سأحاسب على هذا؟)، فإن كنت تعني الانتحار، وأن الهروب به من فعل ذلك الذنب، مسوغ لك في الإقدام عليه؛ فإنك مخطئ في ذلك، ولا عذر لك -نسأل الله تعالى أن يحفظك-. وهذا كله فيما يتعلق بالسؤال الأول.
وأما السؤال الثاني فنقول في جوابه: إن العادة السرية محرمة، وتترتب عليها كثير من الأضرار، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7170.
ويتأكد امتناعك منها بهذا النذر، وهو نذر معلق، يقع الحنث فيه بارتكابك معصية الاستمناء بعد الشفاء من الشذوذ.
وأما إن فعلت تلك المعصية قبل الشفاء، فلا حنث.
والواجب عليك التوبة من ذلك كله، نعني الشذوذ، وفعل الاستمناء.
وفي الختام: نحيلك على الفتاوى التالية: 12928، 1208، 10800، ففيها بعض التوجيهات، التي نرجو أن ينفعك الله بها.
والله أعلم.