الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان حساب هذه الفتاة متاحًا، بحيث يمكن أن يطلع عليه الجميع، فلا يشترط علمها، أو إذنها للدخول عليه، فلا يكون في مجرد الدخول عليه اعتداء على شيء من حقوقها، ولكن يبقى الإشكال في مشاهدة الرجل لصورها، إذا لم تكن من محارمه، فهذا مما يأثم به، وتجب عليه التوبة منه.
وأما إن كان هذا الحساب محميًّا، فاحتال، ودخل عليه دون علمها، ففي ذلك اعتداء على خصوصيتها، فيكون إثمًا آخر، ينضم إلى إثم مشاهدته لصورها، فيجب عليه التوبة، وشروط التوبة بيناها في الفتوى رقم: 29785. ولمعرفة كيفية التوبة من الحقوق المعنوية، راجع الفتوى رقم: 144819.
ومن تاب من ذنبه توبة صادقة، قبل الله توبته، قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله- عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه.
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم أن يحسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأن لا يضيع وقته فيما لا نفع له فيه، أو ما يمكن أن يعود عليه منه ضرر في دينه، أو دنياه.
ووقت المسلم ثمين، ونعمة من أعظم النعم، روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
والله أعلم.