الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك من ذلك إلا ما أُذن لك فيه، والزائد عليك دفعه إلى الشركة، وليس لك أخذه لنفسك، إلا إذا أُذن لك في ذلك، وإلا فقد أخذت ما ليس لك بحق، ويعتبر ذلك غشًّا، وخيانة، قال الله تعالى: وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ {البقرة:190}، ولما ثبت من حديث عروة بن الجعد البارقي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه... رواه البخاري. وعند أحمد: فقلت: يا رسول الله، هذا ديناركم، وهذه شاتكم. ولو كانت الزيادة من حقه؛ لدفعها إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذا نص العلماء على أن الزيادة التي يكسبها الوكيل ترجع إلى موكله؛ لأن الوكيل لا بد أن يتصرف بما فيه مصلحة الموكل، كما أن النقص يعود على موكله أيضًا.
فإن أُذن لك فيما زاد عن المبلغ المحدد وهو 213 يورو؛ فلا حرج عليك حينئذ في أخذ الزيادة، وإلا فلا.
والله أعلم.