الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في مبادرتك إلى التوبة بعد ارتكاب الذنب, ونرجو الله تعالى أن يتقبل منك, فقد قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
ثم إن من عاهد الله على ترك معصية، ففعلها، فالواجب عليه التوبة من وجهين: أحدهما فعل المعصية، والثاني نقضه ما عاهد عليه الله، وعليه كفارة يمين عند جمع من أهل العلم.
قال ابن قدامة في المغني: إذا حلف بالعهد، أو قال: عهد الله وكفالته، فذلك يمين يجب تكفيرها، إذا حنث فيها. انتهى.
وكفارة اليمين وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن لم تجد شيئًا من ذلك، فصيام ثلاثة أيام.
وأما إذا كان ما حصل منك هو عزم على ترك المعصية، دون أن تتلفظ بالعهد أو اليمين، فلا تلزمك كفارة، وعليك أن تجاهد نفسك على البعد عن المعصية، امتثالا لأمر الله، واتقاء لغضبه وسخطه.
والله أعلم.