الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إشكال بحمد الله فيما ذكرته، فأما التعبير عن الآية بلفظ هذا؛ فلأن المراد القول، وهو مذكر، وكأن المعنى: هذا القول الذي قاله العبد بيني وبين عبدي، أو أن المعنى على ما قال بعض الشراح: هذا التذلل والخضوع المنبئ عنه هذا القول، بيني وبين عبدي.
قال في مرعاة المفاتيح: (هذا بيني وبين عبدي): قال القرطبي: إنما قال الله تعالى هذا؛ لأن في ذلك تذلل العبد لله تعالى، وطلبه الاستعانة منه، وذلك يتضمن تعظيم الله وقدرته على ما طلب منه. وقال الباجي: معناه أن بعض الآية تعظيم للباري، وبعضها استعانة على أمر دينه ودنياه من العبد به. انتهى.
ولفظ أبي داود في هذا الحديث: فهذه لعبدي. وعليها، فلا إشكال.
وأما قوله: ولعبدي ما سأل. فمراده ما يدعو به العبد بعد هذا من طلب الهداية إلى آخر السورة؛ ولذا قال في المرقاة: ولعبدي ما سأل، أي: بعد هذا. انتهى.
والله أعلم.