الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولاً إلى أنّ التجسس على الزوجة، أو غيرها؛ محرم، لا يجوز إلا في بعض الأحوال التي يظهر فيها ريبة، فيجوز لمنع منكر، أو درء مفسدة، كما بينا ذلك في الفتويين: 15454، 30115.
وبخصوص ما اطلعت عليه من كلام زوجتك عن أمّك بسوء بغير حقّ، فهو مخالف للشرع، والخلق القويم، لكنّ ذلك لا ينبغي أن يكون سببًا في هدم العلاقة الزوجية، أو فقدان الثقة في الزوجة، فالأمر أهون من ذلك.
ولا ينبغي أن تحكم على الزوجة بناءً على تصرف خاطئ، أو خلق سيء، مع إغفال النظر عن الجوانب الأخرى، فينبغي أن تنظر إلى الجوانب الطيبة في صفاتها وأخلاقها، وتوازن بين الحسنات والسيئات، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19}.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِي مِنْهَا آخَرَ. رواه مسلم. قال النووي -رحمه الله-: أَيْ: يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا؛ لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا، بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ، أَوْ جَمِيلَةٌ، أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. اهـ.
فتعامل مع زوجتك بحكمة، ورفق، ووجّه لها نصيحة عامة بالحرص على حسن الخلق، والبعد عن ظلم الآخرين، أو الإساءة إليهم بغير حق، والحذر من الوقوع في الغيبة، والنميمة، ووجوب حفظ اللسان.
وبين لها أنّ إحسان كل من الزوجين إلى أهل الآخر، وتجاوزه عن هفواتهم، وإعانته على بر والديه، وصلة رحمه، من كمال حسن العشرة، ومكارم الأخلاق، وراجع الفتوى رقم: 316654.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.