الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فليس إبقاء الزينة على أعضاء الوضوء تزينًا للزوج، عذرًا يبيح للمرأة العدول من الوضوء إلى التيمم، ولم يزل نساء المسلمين يتزين لأزواجهن، ولم يكن ذلك عائقًا عن الوضوء.
فاتقي الله تعالى، وحافظي على ما فرضه الله عليك من الوضوء للصلاة.
وعلى الزوج أن يكون منصفًا في طلباته من زوجته، فلا يشق عليها في طلب الزينة مشقة تؤثر على عبادتها، كأن يطلب منها أن تكون في كامل زينتها طول اليوم والليلة؛ فإن لربها عليها حقًّا، وله عليها حقًّا، ولأولادها عليها حقًّا، وهي مطالبة شرعًا بأن تعطي كل ذي حقٍّ حقه، فالحقوق الواجبة على المسلم كثيرة، فمنها: حقوق لله، ومنها: حقوق للأهل والأقارب، ومنها: حقوق لعموم المسلمين، ومنها: حقوق للنفس أيضًا.
وعلى المسلم أن يوازن بين هذه الحقوق، فلا يطغى حق على آخر، وقد روى البخاري أن سلمان الفارسي قال لأبي الدرداء -رضي الله عنهما-: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ».
وانظري الفتوى رقم: 134465.
والله تعالى أعلم.