الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون حملة القرآن ومعلميه من أولى الناس بالتحلي بالأخلاق الكريمة، والصفات الحميدة، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: وَلَا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَكُونَ جَافِيًا، وَلَا غَافِلًا، وَلَا صَخَّابًا، وَلَا ضَاحِكًا، وَلَا حَدِيدًا.
لكن الكمال عزيز، والعاقل يحرص على ما ينفعه، ولا يصدّه عن الانتفاع بما عند أهل الفضل ما يراه من زلاتهم، وهفواتهم، وراجعي الفتويين: 93432، 103867.
وأمّا دلالة ما حصل على عدم رضى الله عنك، أو كون نيتك غير خالصة، فهذا غير مسلم، فالابتلاء للعبد ليس بالضرورة عقوبة له، أو دليلًا على هوانه على الله، بل قد يكون الابتلاء دليل محبة من الله تعالى، وسببًا لرفع الدرجات، ونيل الثواب العظيم؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي.
لكن اتّهام النفس، والرجوع إلى الله، وتجديد التوبة، مطلوب، ولا سيما عند نزول البلاء؛ بشرط ألا يكون في الأمر غلو ومبالغة.
فالغلو في اتهام النفس، والخوف من عدم الإخلاص، مذموم، وعواقبه سيئة.
والصواب أن يكون العبد مقتصدًا، فلا يتهاون في اتهام النفس بحيث يتجرأ على المعاصي، ولا يفرط في اتهامها بحيث يحصل له اليأس.
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.