الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أمرك به مديرك من إبلاغ المكتب الهندسي بالمناقصة قبل طرحها، وتعديل المقارنات؛ ليفوز المكتب بالمناقصة. غش وخيانة للأمانة، لا يجوز لك فعله، ولا التعاون معه عليه.
وكونه مديرا متنفذا، أو غير ذلك، هذا لا يبيح لك طاعته في المعصية؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، كما في الحديث عند أحمد وغيره. فاستغفر الله، وتب إليه إن كنت قد وقعت في شيء من ذلك.
ولو أمكنك الإبلاغ عن تلك الخيانة بعدما نصحتهم ووجهتهم، فعليك فعل ذلك، لكنك ذكرت أنه قد يقع عليك ضرر كبير؛ لقوة من ستبلغ عنه، وليس لديك دليل تستطيع تقديمه للجهات المسؤولة. وإذا كان كذلك، فحسبك ما فعلت من التوجيه والنصح، ولا تباشر عملا محرما. ولو وكل إليك عمل في هذا المشروع، فأدِّه على الوجه المطلوب، وما ستعطاه مقابل ذلك العمل، لا حرج عليك في الانتفاع به، وإثم أولئك المسؤولين عليهم لا عليك، فقد فعلت ما يسعك فعله، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}، وقال: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164}.
والله أعلم.