الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فتعلم الطبخ، وتقطيع اللحم لا يتوقف على تقطيع لحم الخنزير وطبخه، وقد دل الشرع على المنع من مباشرة لحم الخنزير باللمس، ولو من غير أكل؛ ففي الحديث: مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ. رواه مسلم.
قال السيوطي في شرحه: فَكَأَنَّهُ صبغ يَده فِي لحم خِنْزِير وَدَمه أَي وَذَلِكَ حرَام. اهـ.
وقال شيخ الإسلام في هذا الحديث: غَمْسَ الْيَدِ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ، وَتَشْقِيصَ لَحْمِهِ مُتَنَاوِلٌ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؛ سَوَاءٌ كَانَ مَعَهُ أَكْلٌ بِالْفَمِ، أَوْ لَمْ يَكُنْ .. اهــ.
وقال ابن الجوزي: وَالْمرَاد بصبغ يَده فِي لحم الْخِنْزِير وَدَمه أَن لحم الْخِنْزِير وَدَمه حرَام التَّنَاوُل، فقد مس بِيَدِهِ مَا يحرم تنَاوله، فَكَذَلِك اللاعب بالنرد يلْعَب بِمَا يحرم عَلَيْهِ اللّعب بِهِ... اهـ.
والشاهد أن الشرع دل على منع تناول لحم الخنزير ولو باليد من غير أكل، ولا فرق بين مسه مباشرة، وبين مسه بقفازات.
إضافة إلى ما سبق؛ هل تقطيع لحم الخنزير إلا وسيلة وإعانة على طبخه وأكله؟
فاتقي الله أيتها الأخت السائلة، ولا حاجة بك إلى تعلم تقطيع اللحم بتقطيع لحم الخنزير.
والله تعالى أعلم.