الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله أيتها البنت الكريمة حرصا على الخير، ونحب أن نبين لك فرحنا الشديد بما أنت عليه من الخير، وغبطتنا لك على ما هداك الله إليه، واعلمي بارك الله فيك أن شعورك هذا دليل على سلامة قلبك وحياته، وأنك بحمد الله على خير عظيم، ولكنك تحتاجين إلى مزيد من حسن الظن بالله تعالى، وصدق التوكل عليه، واللجأ إليه، وتجنب الوساوس، وعدم الالتفات إليها؛ لئلا يفسد عليك قلبك، فخذي بأسباب الاستقامة، واحرصي على تحصيل الإخلاص، وجاهدي نفسك على فعل العبادات، واشغلي نفسك بحفظ القرآن، وتعلم العلم الشرعي؛ فهذا أعظم سبيل لإصلاح القلب، وحصول النجاة في الآخرة، واصحبي الصالحات ممن تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، وأدمني ذكر الله تعالى، واجتهدي في دعائه، ثم اجمعي مع خوفك الرجاء بواسع رحمة الله تعالى، وعظيم فضله، وثقي أنه لا يضيع أجر المحسنين، ولا يخيب سعي الساعين. وأحسني ظنك به تعالى، واعلمي أنه تعالى عند ظن عبده به، ولا تتركي عملا صالحا خوف الرياء، فإن هذا من أبواب الشر ومسالك الشيطان، ودعي التفكير السلبي، وفكري في الجوانب الإيجابية في شخصيتك، وما أكرمك الله به من محبته والخوف منه، والعمل للآخرة، وقد حرمه الكثير من الناس، نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.
والله أعلم.