الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى عز وجل أن يرزقك الثبات على طريق الاستقامة، وأن يزيدك هدى، وصلاحًا، ونسأله سبحانه أن يحفظك من سبل الغواية، وأسباب الانحراف عن الصراط المستقيم؛ إنه سميع مجيب، ونعم المولى ونعم النصير.
واعلم أن الحب منه ما هو كسبي، ومنه ما يقع من غير إرادة صاحبه، وسبق تفصيل القول في ذلك، وبيان حكم كل نوع منهما، فراجع الفتوى رقم: 4220.
ومنه تعلم أنه يجب على المسلم إعفاف نفسه، والحذر من أن يكون هذا الحب دافعًا لارتكاب ما لا يرضاه الله تبارك وتعالى.
وإن أمكن للمتحابين الزواج، فذلك خير وأفضل، روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإن لم يكن بالإمكان حصول الزواج قريبًا، فليذهب كل منكما في سبيله؛ ليحافظ على جذوة الإيمان التي في قلبه، وليكون بعيدًا من حيل الشيطان واستدراجه، وقد حذر الله عز وجل من شره؛ فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
والله أعلم.