الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما بذل المال مقابل النجاح في الامتحان، فلا يجوز، وهو رشوة محرمة، وفعل البعض له، لا يسوغه، وليحذر المرء أن يكون إمعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمّعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا. رواه الترمذي.
وقد ذكرت أن هنالك من نجح بجدارة واستحقاق، فكن من أولئك، لا من صنف الغاشين، ولا الراشين.
واعلم أن الحظ الحسن هو في امتثال الأوامر، واجتناب والنواهي، ولو فات المرء ما فاته من أمور الدنيا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم عن أبي أمامة. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
وأما قولك: لو درست في المعهد، والتحقت به بطريق غير مشروع، وتخرجت منه، ووجدت عملًا، فهل يؤثر ما حصل من تجاوز في دخول المعهد في الراتب؟
فالجواب أن المرء إذا وجد عملًا مشروعًا، وكان يؤديه على الوجه المطلوب، فالراتب الذي يعطاه مقابل ذلك العمل، مباح له، وعليه إثم ما حصل منه من غش، أو رشوة.
والله أعلم.