الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أولاً أخي السائل: أن المسلم لا ينبغي أن يكون له وقت فراغ، وإنما هو مطالب باستغلال الفراغ فيما ينفعه ويقربه من الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه
البخاري وغيره من حديث
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد نقل الحافظ
ابن حجر رحمه الله في فتح الباري عن
ابن الجوزي رحمه الله قوله:
...وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون، لأن الفراغ يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السقم، ولو لم يكن إلا الهرم، كما قيل:
يسر الفتى طول السلامة والبقا====فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتدال وصحة=====ينوء إذا رام القيام ويحمل
وقد جاء رجل إلى بعض السلف يسأله عن التوسع في شيء من المباحات فقال له: عند نفسك من الغفلة ما يكفيها. انتهى.
ولهذا، فالأولى بك يا أخي الكريم أن تشغل وقتك ما استطعت في عبادة، كذكر الله أو تلاوة القرآن أو مطالعة كتاب نافع، أو حضور مجالس العلم... الخ.
أما بالنسبة للروايات، فإذا كانت خالية من المخالفات الشرعية، مشتملة على مقصد حسن، فلا بأس بقراءتها.
ولمزيد من الفائدة نوصيك بمراجعة الفتوى رقم:
13278، والفتوى رقم:
17400.
أما بخصوص روايات الرعب، فالأولى الإعراض عن قراءتها، وإن كانت خالية من المخالفات الشرعية، لعدم اشتمالها على ما فيه نفع لقارئها، بل قد يكون لها مردود سيئ في نفس قارئها، لا سيما إن كانت نفسه ضعيفة، والله أعلم.