الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، ويشرح صدرك، ويوفقك لكل خير، ونصيحتنا لك أن تبادري بالتوبة إلى الله تعالى من النظر إلى المحرمات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، والتوبة الصحيحة مقبولة ولو تكررت بتكرر الذنب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ [البقرة 222] ، قال ابن كثير –رحمه الله-: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه. اهـ
واحذري من تخذيل الشيطان، وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة والاستقامة، فذلك من وسوسته ومكائده، فلا تلتفتي لتلك الوساوس، واستعيذي بالله، واستعيني به، ولا تعجزي، واعلمي أنّ البعد عن النظر الحرام يسير على من استعان بالله، واجتهد في الأسباب الموصلة إليها، ومن أعظمها المحافظة على الصلاة و إقامتها على وجهها بالخشوع، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. [العنكبوت: 45]
قال ابن كثير -رحمه الله- : يعني: أن الصلاة تشتمل على شيئين: على ترك الفواحش والمنكرات، أي: أن مواظبتها تحمل على ترك ذلك. اهـ تفسير ابن كثير.
وقال السعدي -رحمه الله-: ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها. اهـ
فأصلحي صلاتك وعظّمي أمرها، واشغلي أوقاتك بما ينفعك في دينك ودنياك، وأكثري من الذكر والاستغفار والدعاء، فإن الله قريب مجيب.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.