الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على الخير, وأن يوفقك لكل خير, وقد تضمن سؤالك عدة أمور, وستكون الإجابة في النقاط التالية :
1ـ الجمع بين المغرب والعشاء لأجل المطر جائز، وليس بواجب؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 133399.
ويشترط لجواز الجمع في المطر أن يكون العذر وهو المطر موجودا حال استباحة الرخصة، لأن الجمع مع عدم نزول المطر جمع بغير عذر، وقد اشترط بعض أهل العلم وجود المطر عند افتتاح الأولى؛ لأنه وقت النية، وعند افتتاح الثانية لأنه وقت استباحة الرخصة، فإن انقطع المطر قبل افتتاح الثانية لم يصح الجمع، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 131911.
ويرى المالكية أن انقطاع المطر بعد الشروع في الصلاة الأولى لا يمنع الجمع, قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: ( كأن انقطع المطر بعد الشروع ) أي: أن الجماعة إذا شرعوا في صلاة المغرب لوجود سبب الجمع وهو المطر فلما صلوها أو بعضها ارتفع السبب، فإنه يجوز لهم التمادي على الجمع إذ لا تؤمن عودته، وظاهره ولو ظهر عدم عودته. أما لو انقطع قبل الشروع فلا جمْعَ إلا بسبب غيره. فالمراد الشروع في الأولى. انتهى
2ـ المطر الذي يبيح الجمع يشترط فيه أن يبل الثياب, وراجع الفتوى رقم: 195555
3ـ تبين مما سبق أن استمرار نزول المطر ليس شرطا في صحة الجمع, وبالتالي إذا بان لك انطلاقا مما ذكرنا أن شروط الجمع متوفرة, فالصواب أن تجمع بالناس إماما في المسجد المذكور, وإن لم لم تتوفر شروط الجمع, فإنه لا يجوز, ولو أراد ذلك جماعة المسجد, بل انصحهم والحالة هذه، وبيّن لهم الحكم الشرعي في هذه المسألة, ويكون ذلك بحكمة, ورفق, مع الابتعاد عما يثير الشحناء والفرقة بين المسلمين. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 197489.
والله أعلم.