الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن أولًا نحذرك من كثرة الحلف؛ فإنه يعرض إلى الحنث، ولزوم الكفارة، وقد قال الله تعالى: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة:89}.
ثم اعلمي أن الواجب عليك عند الجمهور هو أن تحسبي جميع ما حنثت فيه من الأيمان، وتخرجي عن كل يمين منها كفارة.
وإذا لم تعلمي ما يلزمك بيقين، فاعملي بالتحري، وأخرجي من الكفارات ما يحصل لك معه غلبة الظن ببراءة ذمتك، ولا تتداخل الكفارات -والحال هذه- عند الجمهور؛ لأنها أيمان متعددة على أشياء متعددة.
ويرى الحنابلة أنه ما لم تكفري عن تلك الأيمان، فإنها تتداخل، وتجزئك كفارة واحدة، وقول الجمهور أحوط، وهو ما نفتي به، وراجعي الفتوى رقم: 366481، ورقم: 356323.
والكفارة هي إطعام عشرة مساكين، لكل مسكين مد من طعام، وهو ما يقدر بنحو 750 جرامًا، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن عجزت عن هذا كله، فعليك صيام ثلاثة أيام عن كل كفارة، والأحوط أن تكون متتابعة.
والله أعلم.